.
إنّها ليست كذلك طبقاً للنظّارة القابعة على أنفي بينما أكتب الآن، وليست كذلك مقارنةً مع الكم الهائل من الأعين في المملكة الحيوانية، ولا بالمقارنة بين التركيب المروّع لأعيننا مع عين الأخطبوط على سبيل المثال»! لقد تخاصم فيها أرباب المذاهب وتشاكسوا، حتى اختلط الأمر واضطرب القول، ودعت الحاجة لتفصيل المقال! وكانت تلك الصرامة من الشدة بحيث أن الباحثين لم يجرؤوا على محاولة تلمس تلك المقتربات العقائدية التي نرى أنها كانت أساسا انطلق منها العربي الجاهلي في تعامله مع الدين الجديد، وكانت حافزا مهما وحقيقيا للإيمان الفوري للبعض منهم، مما يدلل على أن العرب كانوا مهيئين للإسلام وكانت إرهاصات التغيير التي مثلها الإسلام قد بدأت بالتبلور منذ أمد طويل سبق ولادة الرسول —صلى الله عليه وسلم- نفسه.
لقد شاءت إرادة الله أن يكون الإسلام الخلاصة النقية التي تبلورت فيها كل آمال هذه الأمة وتمثلت فيها مطالبها النفسية، ومثلها العليا.