ولم يكن هناك بد من ذهابه للصَّيد وحيدًا دون العم صابر لأوَّل مرة منذ جاء إلى القرية وهو يَدعو له بالشفاء التام.
قالها وهو يتعجَّب من نفسه، ولكن لم يشَأ أن يضيِّع دقائق في هذا التفكير؛ ليستغلَّ كل لحظة من وجوده هنا قبل أن تَنتهي إجازته ويعود لمدرسته.
.
انتظرها الصياد هناك وأخذ يتردد علي نفس المكان لعدة أيام ولكنها لم تأت أبداً ولم يراهاً، بدأ البحث عنها وأخذ يسأل عنها كل من يسكن الغابة لكن دون جدوي، وكان هذا الصياد يجيد الرسم فقام برسم صورة لها وقام بنشرها في جميع أنحاء البلده مع رقم هاتفه الشخصي، فقد أصابه القلق الشديد عليهاوأراد الوصول اليها والاطمئنان عليها، وبعد مرور عدة أيام جاءه إتصال من الفتاة.
وعزم أن يخبِر العم صابر بنيَّته لينسى وعده له، وذهب بعد صلاة العَصر للبحيرة، ولم يكن موجودًا كعادته، فجلَس ينتظر ويمارِس هوايةَ الصَّيد، وطال الوقت.
فرفع يديه لأبيه وللعم صابر الذي لم يَستطع الخروج من السيارة لمرَضه، وهو يلوح لهما بعلامات الشكر والعرفان الجزيل.