بحث عن حقوق الراعي والرعية - الراعي والرعية!! لــ الكاتب / صادق السامرائي

ومن فوائد هذا الحديث العظيم: الفائدة الأولى: جواز استِفسار أو مراجعة المفضول للفاضل؛ كما راجع هنا عمرُ - رضِي الله عنه - النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في إعطائه مَن لم يرتضِ عمرُ.

وهو قائد معركة القادسية التي فتح الله بها على يديه العراق، ودحر الفرس المجوس، ومع كل ذلك رأى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يعزله من الإمارة، درءا للفتنة للمجتمع، وقطعا لمادة الجدل، والقيل والقال، وحتى يعلم الناس: أن عمر -رضي الله عنه- لم يعزل سعدا لما قيل عنه؛ لأن ذلك كان كذبا، فإننا نجد عمر -رضي الله عنه- بعد سنوات لما طعن، وأوشك أن يموت، يذكره ضمن أهل الشورى الستة الذين يختارون الخليفة من بعده، ويقول بأنه لم يعزل عن عجز، أو خيانة؛ ففي صحيح البخاري: أنه قيل لعمر وهو يحتضر: أوصِ يا أمير المؤمنين، -استخلف- قال: ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء، والذي توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنهم راض، فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف، وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيء، أي من الإمارة، فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة.

وإضاءة نور ولاة الأمر إقامة الحدود، ورد الحقوق إلى أهلها بالتثبت والأمر البين.

اللهم أصلح شباب المسلمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولموتى المسلمين، وصل اللهم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.