وفي اللفظ الآخر: وشر ما أرسلت به، وبهذا يحصل المطلوب وهو السلامة من المكروه، أما سبها: لعن الله هذه الريح، قاتل الله هذه الريح، كل هذا لا يجوز، ولكن يقول: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به، وهذا كاف في الأدب الشرعي.
فماذا ترون علما بأني أعاني من الوسوسة؟ وجزاكم الله خيرا.
وروى ابن ماجه في سننه عن أبي ذر الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
وقال الإمام الشافعي في كتابه الأم: «ولا ينبغي لأحد أن يسُبَّ الرياح ؛ فإنها خلق لله تعالى مطيع، وجندٌ من أجناده، يجعلها رحمةً ونقمة إذا شاء»، مستدلًا بما روي عن ابن عباس رضي الله عنه، أن رجلًا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «لا تلعنوا الريح؛ فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئًا ليس له بأهل رجَعت اللعنة عليه» رواه الترمذي.
اللهم اجعلها أمطار خير وبركة، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته.
وكلما جرك الشيطان إليها فالجأ إلى الله واستعذ به وأكثر من الذكر والدعاء.