والمعنى المستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم : الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ أن المتقن للقرآن الكريم تلاوة وحفظا وتدبُّرا وعملا بأحكامه ينال منزلة عظيمة عند الله تعالى تعدل منزلة السفرة الكرام البررة، فهو سفير حامل لكتاب الله تعالى يتعلمه ويتلوه ويعلمه للناس، فيتميز بخصال يحمدها الله تعالى ، ويعمل بالقرآن الكريم طاعة لله عز وجل.
كل مشاكلنا وهمومنا وضيقنا لأن شغلتنا وأبعدتنا عن القرآن، وأبعدتنا عن دستورنا ومصدر عِزِّنا وراحتنا وسعادتنا.
فَلْينتسب كلُّ إنسان لما يتمنَّى ويرغبُ مِنْ أهل المال أو الجاه أو المناصب أو الشُّهرة، ولْتَجُدْ القواميس بكلِّ وصفٍ وثناءٍ، فهل تأتي بأكملَ مِمَّا وُصِفَ به حملة كتاب الله: «أَهْلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ»؟.
فهؤلاء الحُفَّاظ «سادةُ الخَلْق، وعقلاؤُهم، وأُولوا الألباب منهم، والكُمَّلُ منهم.
وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ: وأما الذي يقرأ القرآن الكريم ويتتعتع فيه أي يقرأه مع تردد ضعف في قراءته نتيجة صعوبة النطق مثلا، ويجد مشقة في إتقان التلاوة، مع أنه يجتهد في سبيل التغلب على تلك المشقة، فإن هذا له أجران، أجر تلاوته للقرآن الكريم، وأجر اجتهاده لتحسين أداءه في التلاوة، وهذا من سعة رحمة الله تعالى بعباده.
رواه مسلم، ومعنى يتتعتع: قلة العلم بالقراءة، وهكذا قوله: «وهو عليه شاق»؛ معناه: قلة علمه بالقراءة.